كثيرةّ هي الآثار والنقوش والمخطوطات والنقود المعدنيّة التي تركها لنا الإمام علي بن موسى الرضا (ع) في بلاد الريّ وخراسان، ولعلّ أبرزها كان ما ظهر من فترة وجيزة في أوّل مسجد بُنِيَ في الإسلام في مدينة ساوى التاريخيّة (المُحاذية لمدينتيّ قمّ -المعروفة ب عشّ آل محمد- والريّ -المعروفة ب طُهر ريّ أو طهران اليوم-) وهو نقش بخطّ الإمام الرضا –ع– يُوَثّق حضوره ودعاءه بالمغفرة، وتوسّله لله (عزّ وجلّ) بأسماء الخمسة أصحاب العبا (ع)، والسَنَة الهجريّة لتواجده في تلك الديار البعيدة عن مسقط رأسه وموطن آبائه (المدينة النبويّة الشريفة).
وقد بلغ مقاس النقش الحجري (المنقوش على حائط مسجد ساوى) 31×31 سم وكُتِبَ عليه بالخط الكوفي الغير منقوط (بطريقة مُشابهة للعديد من أثار ونقوش المدينة المنوّرة وباديتها في تلك الفترة) العبارت التالية:
حضر علي بن موسى اللهم اغفر له
بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن
والحسين احدى و[مئ]تين
https://fgc8712.com/2025/05/naqsh-sawa.jpeg

وتأتي أهميّة هذا النقش لذكره السيّدة فاطمة لأوّل مرّة على لوح حجري بعد 190 عاماً من وفاتها، وإعطائها الترتيب الثالث بعد أبيها وزوجها عليهم السلام في الحديث عنها.
جداريّة نقش الإمام الرضا (ع) في حائط مسجد ساوى:

وعام 201 هجري، بحسب الوثائق الإسلامية المُعتبرة، هو التاريخ الذي بدأ فيه الإمام الرضا (ع) رحلته من مدينة جدّه المصطفى (ص) إلى مرو في خراسان (تقع اليوم في تركمانستان). ويتّضح من هذا النقش أنه (ع) عَبَر هذا الطريق وقضى وقتاً يسيراً من عمره الشريف في مسجد ساوى ومحيطه، إلى أن انتقل شرقاً إلى مدينة طوس حيث وافته المنيّة (تقع اليوم في أقصى شمال شرق إيران). وقد ذكر اليعقوبي أنّ المأمون العبّاسي انطلق من بغداد إلى مرو مصطحباً معه وليّ عهده الرضا ذا الرئاستين ووزيره الفضل بن سهل. ولما صار إلى طوس، تُوفّيَ الرضا علي بن موسى بن جعفر هناك مطلع عام 203 هج، ولم تكن عِلّته غير ثلاثة أيام، حيث أُطْعِمَ رمّانا فيه سمّ. وكان بعض إخوانه من أبناء الإمام الكاظم (ع)، لا سيّما شقيقته لأمّه وأبيه السيّدة فاطمة (المُلقّبة بالمعصومة)، قد لحقوا به جميعاً لرؤيته لكنهم انتهى بهم الحال صرعى في مدينة قمّ ومحيطها عام 201 للهجرة.
https://fgc8712.com/2025/05/imam-redha-paravan.png

ومن الآثار المُهمّة التي تركها لنا الإمام الرضا (ع) أيضاً في خراسان، هو مخطوط ثمين لأجزاء من القرآن الكريم المنسوبة لخطّه الشريف والمحفوظة االيوم في متحف المشهد الرضوي. وهي عبارة عن آيات مكتوبة بالخط الكوفي المنقوط (ورُبّما نُقّطَتْ في وقتٍ لاحق)، وأوراق هذا المُصخف المُبارك مصنوعة من جلد الغزال ويبلغ إجمالي عددها 27 ورقة، في كل صفحة آياتٌ مكتوبة في 16 سطراً، تبدأ بالآية 60 من سورة النور وتنتهي بالآية الرابعة من سورة الحديد، مروراً بأجزاء من السُوَر الشريفة التالية: “النور” و”القصص” و”الروم” و”لقمان” و”السجدة” و”الأحزاب” و”فصلت” و”الجاثیة” و”الأحقاف” و”الواقعة” و”الحدید“. وقد كُتِب في إحدى هذه الورقات في أسفل آيات سورة النور عبارة “كتب علي بن موسى” على النحو التالي:

كذلك فقد تمّ الحفاظ على عدّة مصاحف قرآنيّة ثمينة منسوبة لأئمّة أهل البيت عليهم السلام (الإمام علي بن أبي طالب وولديه الإمامين السبطين الحسين والحسين والإمام علي زين العابدين) في هذا المتحف الضخم، حيث تحتمل انتقالها إلى هذه المناطق المشرقيّة البعيدة مع منتقلة أبنائهم وذراريهم. وقد حصرنا تفاصيلها وإمتيازتها في هذا الملفّ العَرْضي PP Show (إضغط الرابط أو الصورة أدناه)، راجين أن تنال إعجابكم:
توقيع: وكتب هادي آل يحيى العاملي الداودي الحسني في الخامس من شهر ذي القعدة لعام ستّ وأربعين وأربعمائة وألف للهجرة.
مواضيع مُتعلّقة: BY49997 ، مشاهد ومزارات المدينة المُنوّرة ، مشاهد ومزارات الكوفة والنجف الأشرف ، مشاهد ومشاعر مكّة المُكرّمة ، أنا جعفر بن محمد ، منتقلة الجعفريّين الحُسينيّين – خرائط ومشجرات وآثار ، منتقلة السادة الموسويّة – خرائط ومشجرات وآثار ، نقود معدنيّة علويّة ، نقوش ومُشجرات الهواشم الأوائل ومُحبّيهم ، محبّة علي بن أبي طالب (ع) ، الطالبيّات والهاشميّات من أمّهات الطالبيّين ، شواهد الجعفريّين الحُسينيّين التاريخية في مصر ، ثلاثون شاهد للعلويّين والأشراف في مكّة المُكرّمة ، منازل الطباطبائيّين في فَرع المدينة ، المزيد من شواهد الطباطبائيّين التاريخية في مصر ، شواهد الرسّيين التاريخية ، السادة الرضوي









































