منتقلة الجعفريّين الحُسينيّين – خرائط ومشجرات وآثار

تكملةً للبحث المفصّل في كتاب “منتقلة الطالبيّين” للنسابة ابن طباطبا الحسني، تمّ حصر جميع فروع السادة الجعفريّين الحُسينيّين (ذريّة الإمام جعفر بن محمد الصادق -ع- من غير أبنائه السادة الموسويّين) الذين عاشوا بين القرنين الرابع والخامس الهجري وتنقلوا في مختلف الأقطار والحواضر الإسلاميّة من المشرقين العربي والإسلامي. وبحسب ما جاء في هذا الكتاب وغيره من كُتب الأنساب الطالبيّة (كالمعقبون والمقاتل والتهذيب)، فإن الأعقاب الجعفريّة الحُسينيّة انحصرت في أربعة فروعٍ (+1 موسوي تمّ عرضه مُسبقاً) توزّعت على الشكل التالي:

  • ذريّة إسماعيل الأعرج، وغالبها محصور في حفيده علي بن محمّد بن علي (بخلاف نسب الفاطميّين في مصر الذي لا صحّة له في كُتُب الأوائل من الطالبيّين). وهو، مع أخيه عبدالله الأفطحلم يُعقّب-، يُمثّلان الإبنَيْن ألأكبرَيْن للإمام الصادق –ع– وأمُهما فاطمة بنت الحسين الأثرم بن الإمام الحسن المُجتبى –ع-.
  • ذريّة علي العريضي، وهو الإبن الرابع للإمام الصادق –ع– وفيه الكثرة والعدد والمُلاصقة في التنقلات والتداخُل مع السادة الموسويّين وأبناء الحُسين ذي الدمعة وعُبيدالله الأعرج الحُسينيّين (وبهؤلاء نَجِد الثقل الحُسيني العام). وللعريضي –رض– كتاب حديث روائيّ إسمه “مسائل علي بن جعفر” رواه عن أخيه الكاظم –ع– ويحوي 430 رواية تُعتبر الأقدم تدويناً بيد علوي حُسيني.
  • ذريّة محمد الديباج، الإبن الخامس للإمام الصادق –ع-، وغالب ذريّته محصورة في وَلَده علي الخارصي.
  • ذريّة إسحاق المؤتمن، الإبن الأصغر للإمام الصادق والأخ الشقيق للإمام الكاظم –وأمهما السيّدة حميدة المُصفّاة، وهو زوج السيّدة نفيسة العلم الحسّنيّة دفينة الفسطاط. وانحصرت غالب ذريّته في حفيده محمد الصوفي بن الحُسين.

وقد أحصينا في كتاب المنتقلة فروع عديدة لهذه الأعقاب الطيّبة، نعرضها لكم تباعاً بحسب كثرتها وتوسّع نطاقها الجغرافي:

أ) فروع علي العريضي: وقد وجدناها تتوزع على ما يزيد عن 78 فرع منحصرة في ثلاثة من ابنائه (محمد الأكبر المدني -وفيه الكثرة والعدد- والحسن وأحمد الشعراني المدني) وأحفادهم وذراريهم، قد تنقلوا في مختلف جغرافيا المشرق العربي والإسلامي (كما هو موضح في الخريطة والمُشجّر أدناه). كذلك وجدنا أنّ حوالي 15% (12 فرع) من هذه الفروع المتنوّعة انتقلوا إلى بلاد الشام (بين دمشق ونصيبين وحلب-قنسرين وبعلبك وطبرية)، بينما توجّه غالب النسل العريضي نحو جنوب العراق وبلاد فارس والريّ وخراسان وصولاً غلى بلاد ما وراء النهر وهم يشكّلون حوالي 72% (56 فرع) من هذه الفروع العريضيّة. كذلك بقي حوالي 10% (8 فروع) من هذه الفروع العريضيّة في موطن آبائهم في الحجاز في ذاك الزمن (في المدينة والعريض تحديداً)، واتجه 3% نحو مصر والأندلس. وهذه خريطة مبسّطة توضح تنقلات الفروع ال78 في ممالك المشرق والحالة السياسيّة التي عايشها الكاتب والذريّة الجعفريّة العريضيّة الطيّبة بين القرنين الرابع والخامس الهجري:

https://fgc8712.files.wordpress.com/2024/02/5th-ah-jaafari-i.png

وهذا مُشجّر مبسّط يوضح الفروع الجعفريّة العريضيّة التي عاشت وتكاثرت في القرن الخامس الهجري:

https://fgc8712.files.wordpress.com/2024/02/jaafari-i.png

ب) الفروع الجعفريّة الباقية:

  • ذريّة إسماعيل الأعرج، وهي الأقلّ عدداً ومنحصرة في 12 فرعٍ متنقّلٍ بين الشام والعراق وبلاد الريّ ومصر.
  • ذريّة محمد الديباج، وهي منحصرة في 18 فرعٍ متنقّلٍ بين العراق وبلاد الريّ وفرع واحد في مصر.
  • ذريّة إسحاق المؤتمن، وهي منحصرة في 16 فرعٍ غالبيّتها استوطنت بلاد الشام الفراتيّة (حلب وحرّان ونصيبين والرقة) والبعض انتقل إلى بغداد وبلاد الريّ وفارس.

وهذه خريطة مبسّطة توضح تنقلات التكتّلات الجعفريّة الباقية في ممالك المشرق والحالة السياسيّة التي عايشها الكاتب بين القرنين الرابع والخامس الهجري:

https://fgc8712.files.wordpress.com/2024/02/5th-ah-jaafari-ii.png

وهذا مُشجّر مبسّط يوضح الفروع الجعفريّة الباقية التي عاشت وتكاثرت في القرن الخامس الهجري:

https://fgc8712.files.wordpress.com/2024/02/jaafari-ii.png

كذلك وجدنا مُشجر مُنتقلة السادة الجعفريّين مُطابقاً لمُشجّر الفروع الجعفريّة العلويّة المُستنبط من كتاب التهذيب لشيخ الشرف العبيدلي (الذي أعّده وشاركنا به السيد حسين العلوي -مشكوراً-):

https://fgc8712.files.wordpress.com/2024/02/jaafari-tahzib.pdf

وأشهرُ من ينتسب لخط إسحاق المؤتمن هم السادة الأجلّاء بنو زهرة المستوطنون في حلب ونواحيها من حوالي الف عام والمتسلّمون لنقابتها منذ العهد الحمداني. وقد خرجت لهم عيّنات عديدة منتظمة في خطّ جيني واحد تحت BY49997 وعامود نسب مقبول لم ينقطع منذ خروجهم من المدينة المنوّرة إلى حين انتهاء مُدّة نقابتهم في نهاية القرن الثامن الهجري، تلاهما نزوح قسري مع عدد من السادة العلويّين عن حلب نحو الفوعة بعد حادثة جامع الأطروش عام 1212 هج. ويحمل عامود نسبهم مكامن قوة وضعف تمّ تبيانها في المُشجّر التالي (بعد مقارنته بكُتُب الأنساب الطالبيّة التاريخيّة):

https://fgc8712.files.wordpress.com/2024/02/mutaman-1.png

بمُقابل هذه الهجرات والتنقّلات، فإنّ الشواهد الجعفريّة التاريخيّة تكاد لا تنضب بين المدينة (بقيع الغرقد) والعراق (بغداد والكاظميّة ومقابر قريش) وإيران (قمّ ومشهد ونيشابور والريّ) والشمال الشامي (حلب وحرّان ونصيبين) وتشتمل على مراقد ونقوش وآثار وكُتُب حديث وغيرها، ترجع جميعها لهذه الذريّة الطيّبة وتُبرز تاريخهم العريق وحضورهم القوي في منطقتنا العربيّة والإسلاميّة.

وقد تواترت المُشجّرات الحُسينيّة العلويّة الجينيّة (المُرجَّحة جعفريّة وزيديّة) في المشروع إلى الآن على النحو التالي:

ملاحظة: المؤكّد حالياً أنّ السادة الموسويّة والعريضيّة وغيرهم من الجعقريّين سيجتمعون في تحوّر حُسيني واحد وسيتمثّل السادة الزيود في تحوّر آخر، وهما التحوّرين BY49997 و FGC54257، وذلك لضخامتهما واتساعهما جغرافيّاً وجينيّاً.

توقيع: وكتب هادي العاملي الحسني في الخامس والعشرين من شهر رجب الحرام لعام خمس وأربعين وأربعمائة وألف للهجرة.

مواضيع مُتعلّقة: BY49997 ، أنا جعفر بن محمد ، منتقلة السادة الموسويّة – خرائط ومشجرات وآثار ، منتقلة العبّاسيّين العلويّين – خرائط ومشجرات وآثار ، منتقلة العقيليّين والحنفيّين – خرائط ومشجرات وآثار ، منتقلة الجعافرة – خرائط ومشجرات وآثار ، الطالبيّات والهاشميّات من أمّهات الطالبيّين ، مُشجّر الطالبيّين ليحيى النسابّة ، مشاهد ومشاعر مكّة المُكرّمة ، مشاهد ومزارات المدينة المُنوّرة ، مشاهد ومزارات الكوفة والنجف الأشرف ،  نقود معدنيّة علويّة ، قوّة عامود نسب السادة آل فائز الحسيني