تكملةً للبحث المفصّل في كتاب “منتقلة الطالبيّين” للنسابة ابن طباطبا الحسني، تمّ حصر جميع فروع ذريّة الحسين الأصغر بن الإمام علي زين العابدين –ع– الذين عاشوا بين القرنين الرابع والخامس الهجري وتنقلوا في مختلف الأقطار والحواضر المشرقيّة الإسلاميّة. وبحسب ما جاء في هذا الكتاب وغيره من كُتب الأنساب الطالبيّة (كالمعقبون والمقاتل والتهذيب والعمدة)، فإن الأعقاب الحُسينيّة الأصغريّة (المُتمثّلة بالتكتّل الجيني الحُسينيّ الضخم 24546063 T2T، لأسباب عرضناها سابقاً ونستكملها في هذا المقال) انحصرت في خمسة فروعٍ توزّعت على الشكل التالي:
- ذريّة عبيد الله الأعرج (ت 137 هـ)، وهو الإبن الأوّل المُعقّب للحسين الأصغر –رض– ومن أصحاب الإمام الصادق (ع)، وفي وُلدِه الكثرة والعدد والإمارة بين المدينة والكوفة والمُلاصقة في التنقلات مع السادة الموسويّين والعريضيّين والزيود الحُسينيّين ولديهم المُنتقلة الطالبيّة المشرقيّة المعهودة. وغالب ذريّته اليوم متوزّعة بين ولَدَيْه علي الخير (من أصحاب الإمامين الكاظم والرضا -ع- وجدّ أمراء الكوفة ونقبائها ونقباء الموصل) وجعفر الحُجّة (جدّ أمراء المدينة من آل مهنا -المنتشر غالبهم اليوم بين المدينة وقِنا والحلّة- وقضاتها وعلماء الحلّة والحائر وأمراء بلخ وبقيّة بادية بني حسين).
- ذريّة عبد الله العقيقي، وذريّته محصورة في وَلَده جعفر، وفيهما كثرة العدد والفروع والمُلاصقة في التنقلات المشرقيّة أيضاً مع باقي الطالبيّين.
- ذريّة علي بن الحسين الأصغر، وهو الإبن الثالث، وقد تشعّبت ذريّته في أربعة أبناء وفيهم كثرة وهجرات متنوّعة ولهم سلطنة طبرستان في القرن التاسع الهجري.
- ذريّة الحسن وأخيه سليمان إبنيّ الحسين الأصغر، فيهم قلّة، وقد خرج جُلّمهم إلى العراق وبلاد الريّ.
وقد أحصينا في كتاب المنتقلة فروع عديدة لهذه الأعقاب الطيّبة، نعرضها لكم تباعاً بحسب كثرتها وتوسّع نطاقها الجغرافي:
أ) فروع عبيد الله الأعرج: المُتمثّلة بالتكتّل الأعرجي الجيني المُتكرّر DYS442=13، وقد وجدناها تتوزع على ما يزيد عن 44 فرع منحصرة في خمسة من أبنائه (علي الخير ومحمد الجوّاني ويحيى وجعفر الحُجّة وحمزة) وأحفادهم وذراريهم، قد تنقلوا في مختلف جغرافيا المشرق العربي والإسلامي (كما هو موضح في الخريطة والمُشجّر أدناه) ومُوزّعين على الشكل التالي:
- حوالي 52% (23 فرع) من هذه الفروع الأعرجيّة توجّهوا نحو جنوب العراق (برز منهم العديد أمراء الكوفة ونقبائها ونسّابتها ونقباء بغداد والموصل وأشهرهم خطّ السادة آل الجلالي وكمّونة والفخري وغيرهم في المشروع) وبلاد فارس والريّ وخراسان وصولاً إلى بلخ (حيثُ مازال البحث الجيني عن ذراري أمراء بلخ الأعرجيّة جارٍ).
- حوالي 27% (12 فروع) من هذه الفروع المتنوّعة انتقلوا إلى بلاد الشام (بين دمشق والشام ونصيبين وطبريّة والرملة)، لم يظهر منها أحد إلى الآن في المشروع.
- 5 فروع بقت في الحجاز في ذاك الزمن (المدينة المنوّرة ومكّة المُكرّمة، وأبرزهم أمراء آل مهنا وقضاتهم وبادية بني حسين الأصغر المُتمثّلين حاليّاً في المشروع بمختلف عوائل الجمامزة والعيّاسا والعرفات والطمات، والمُنحدرين جميعاً من السيّد يحيى النسّابة -صاحب كتاب المُعقبّين- والمُتكتلين تحت التحوّر العقيقي الجامع ZS10833) و 4 فروع تاريخيّة انتقلت إلى مصر في القرون الهجريّة الأولى (لم تظهر إلى الآن جينيّاً).
وهذه خريطة مُبسّطة توضح تنقلات الفروع ال44 في ممالك المشرق والحالة السياسيّة التي عايشها الكاتب وذريّة عبيد الله الأعرج بين القرنين الرابع والخامس الهجري:
https://fgc8712.com/wp-content/uploads/2024/04/5th-ah-asghari-ubaidalis.png
وهذا مُشجّر يوضح فروع ذريّة عبيد الله الأعرج الخمسة التي عاشت وتكاثرت في القرن الخامس الهجري مضافاً له رؤيتنا لمواقع التحوّرات المُشتركة العُليا والعوائل المُتكتّلة تحتها في المشروع (من ذراري أمراء الكوفة ونقبائها ونقباء الموصل وأمراء المدينة من آل مهنا وقضاتها وعلماء الحلّة والحائر وبقيّة بادية بني حسين الأصغر):
https://fgc8712.com/wp-content/uploads/2024/04/aghari-ubaidali-muntakila-tree.png
ب) الفروع الحُسينيّة الأصغريّة الباقية:
- ذريّة عبد الله العقيقي، وهي منحصرة في 32 فرعٍ متنقّلٍ بين الحجاز ومصر وجنوب العراق وبلاد الريّ (لا سيّما الحائر الحُسيني الشريف والبصرة والأهواز) وصولاً إلى جرجان في خراسان. وهذه الذريّة تتمثّل اليوم بالتكتّل المُتكرّر DYS462=12 وفروعه الجينيّة الثلاث (الطالقانيّة والكربلائيّة والبصريّة-الأهوازيّة، بغضّ النظر عن مواريث أصحابها).
- ذريّة علي بن الحسين الأصغر، وهي منحصرة في 20 فرعٍ منتقّلٍ جُلّمهم إلى العراق وبلاد الريّ وخراسان (ما خلا أولاد موسى بن علي المذكور فقد انتقل ولده إلى مصر والشام). ولأولاد أحمد العقيقي بن عيسى غضارة بن علي المذكور القضاء والسلطنة في مزندران-طبرستان وأبرز من يُمثّلهم اليوم جينيّاً وجُغرافيّاً هم السادة آل سلطاني في مازندران.
- ذريّة الحسن وأخيه سليمان إبنيّ الحسين الأصغر، وهي الأقلّ عدداً ومنحصرة في 9 فروع، وقد خرج جُلّمهم إلى العراق وبلاد الريّ وخراسان (لم تظهر إلى الآن فروع جينيّة معنا في المشروع).
وهذه خريطة مبسّطة توضح تنقلات التكتّلات الحُسينيّة الأصغريّة الباقية في ممالك المشرق والحالة السياسيّة التي عايشها الكاتب وباقي الطالبيّين بين القرنين الرابع والخامس الهجري:
https://fgc8712.com/wp-content/uploads/2024/04/5th-ah-asgharis.png
وهذا مُشجّر مبسّط يوضح الفروع الحُسينيّة الأصغريّة الباقية التي عاشت وتكاثرت في القرن الخامس الهجري مضافاً له رؤيتنا لمواقع التحوّرات المُشتركة العُليا والعوائل المُتكتّلة تحتها في المشروع:
https://fgc8712.com/wp-content/uploads/2024/04/asgharis-muntakila-tree.png
كذلك وجدنا مُشجرات مُنتقلة السادة الحُسينيّة الأصغريّة مُطابقةً تماماً لمُشجّر الفروع الحُسينيّة الأصغريّة المُستنبط من كتاب تهذيب الأنساب لشيخ الشرف العبيدلي النسابة الحُسيني (الذي أعّده وشاركنا به السيد حسين العلوي -مشكوراً-):
https://fgc8712.com/wp-content/uploads/2024/05/asghari-tahzeeb.pdf
بمُقابل هذه الهجرات والتنقّلات، فإنّ الشواهد الحُسينيّة الأصغريّة التاريخيّة تكاد لا تنضب بين المدينة (أمراؤها وقضاتها ومراقدهم في بقيع الغرقد ونقوشهم العقيقيّة) والعراق (الكوفة والحلّة والحائر والبصرة والموصل -نقباء وأعيان-) وإيران (الريّ وخراسان والأهواز) ومصر والشام (قضاة وأعيان) وتشتمل على مراقد ونقوش وآثار وكُتُب حديث وغيرها، ترجع جميعها لهذه الذريّة الطيّبة وتُبرز تاريخهم العريق وحضورهم القوي في منطقتنا العربيّة والإسلاميّة.
وقد تواترت المُشجّرات الحُسينيّة الأصغريّة الجينيّة في المشروع إلى الآن على النحو التالي:
- المُشجّرات الحُسينيّة الأصغريّة الجينو-تراثيّة بتحوّراتها المُشتركة SNPs والمتكرّرة STRs ومواريثها الحُسينيّة المُتنوّعة.
- المُشجّرات الحُسينيّة الأصغريّة الجينيّة بحسب المرجع hg38.
- المُشجّر الحُسيني الأصغري الجيني بحسب المرجع T2T.
حديث جميل في حقّ صاحب الذريّة الطيّبة، الحسين الأصغر -رض-: قيل لأبي جعفر الباقر (عليه السلام) أيّ أخوتك أحبّ إليك وأفضل؟ فقال -ع- أمّا عبد الله (الباهر) فيَدي التي أبطش بها، وكان عبد الله أخاه لأبيه وأمه (فاطمة بنت الحسن -ع-)، وأمّا عمر (الأشرف) فبصري الذي أُبصر به، وأمّا زيد (الشهيد) فلساني الذي أنطق به، وأمّا الحسين (الأصغر) فحليمٌ يمشي على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما.
مُلاحظة: تبقى هذه الهيكليّات الجينو-تراثيّة قيد التدقيق والدراسة وتحتاج المزيد من العيّنات بالمواريث والجغرافيا الصريحة لتدعمها وتصحّحها.
توقيع: وكتب هادي العاملي الحسني في الخامس والعشرين من شهر شوّال لعام خمس وأربعين وأربعمائة وألف للهجرة.
مواضيع مُتعلّقة: FT108977 ، Y20484 ، FGC41040 ، ZS10833 ، السادة آل سلطاني وذراري الحسين الأصغر ، نقش أولاد طاهر في المدينة ، مُشجّر الطالبيّين ليحيى النسابّة ، الطالبيّات والهاشميّات من أمّهات الطالبيّين ، منتقلة الزيديّة وهيكليّتهم الجينيّة – خرائط ومشجرات ، منتقلة الجعفريّين الحُسينيّين – خرائط ومشجرات وآثار ، منتقلة السادة الموسويّة – خرائط ومشجرات وآثار ، منتقلة العبّاسيّين العلويّين – خرائط ومشجرات وآثار ، منتقلة العقيليّين والحنفيّين – خرائط ومشجرات وآثار ، منتقلة الجعافرة – خرائط ومشجرات وآثار ، مشاهد ومشاعر مكّة المُكرّمة ، مشاهد ومزارات المدينة المُنوّرة ، مشاهد ومزارات الكوفة والنجف الأشرف