نقش أولاد طاهر في المدينة

نقش صخري تاريخي من المدينة النبويّة المُنوّرة يحتوي على تأريخ نزول أولاد طاهر (القاسم بن عُبيدالله وابن أخيه طاهر المليح – أمير المدينة في العهد الفاطمي – بن مُحمّد بن عُبيدالله بن طاهر بن يحيى النسابة العقيقي) عيناً من الماء في سنة 356 للهجرة. النقش مكتوب بالخطّ الكوفي المنقوط الذي كان مُعتمداً في الحجاز وأكمل تطوّره بالتنقيط الذي وضعه أبو الأسود الدؤلي –رض– (مع باقي علوم النحو بأمرٍ وتوجيهٍ من أمير المؤمنين -ع-)، ونُقِش عليه:

Taheri

ويحمل النقش كلمة “الحُسينيّين” في التعريف عن الشخصين الكريمين وهي طريقة جديدة لإظهار النسب الحُسيني في القرن الرابع الهجري. الجدير ذكره، أنّ إمارة المدينة إنتقلت من طاهر بن محمّد مسلم الى صهره وابن عمّه داوود بن القاسم بن عبيدالله (جدّ السادة آل مهنّا) ومنه إلى سائر أمراء المدينة من آل مهنّا (بحسب ما جاء في عمدة الطالب للعلامة ابن عنبة الحسني وصبح الأعشى للقلقشندي)، وهذا النقش يوثّق هذا التقارب بينهما.

https://fgc8712.files.wordpress.com/2020/03/mahanni.png

A3raji

وكما أشرنا في مقالاتنا السابقة، فقد كان للسيّد الجليل طاهر (العالم المُحدّث شيخ الحجاز – ت 313 هـ) بن يحيى النسّابة العقيقي شُهرة واسعة في زمانه وعُرِّفَ أولاده وأبناء أخوته باسمه، وخرج عنهم جمهور كبير من العلماء والفقهاء والمراجع والنقباء والنسابة والحُكّام في الحجاز والعراق. وقد نال طاهر (وقيل أحد أحفاده المُسمّى باسمه) شَرَفَ مَدْحِهِ من قِبَل أبو الطيّب المُتنبي (ت 354 هـ) في رائعة من روائعه الشعريّة:

أَعيدوا صَباحي فَهوَ عِندَ الكَواعِبِ     وَرُدّوا رُقادي فَهوَ لَحظُ الحَبائِبِ

إلى أن قال فيه:

فَتىً عَلَّمَتهُ نَفسُهُ وَجُدودُهُ       قِراعَ الأَعادي وَاِبتِذالَ الرَغائِبِ
كَذا الفاطِمِيّونَ النَدى في بَنانِهِم       أَعَزُّ اِمِّحاءً مِن خُطوطِ الرَواجِبِ
أُناسٌ إِذا لاقَوا عِدىً فَكَأَنَّما       سِلاحُ الَّذي لاقَوا غُبارُ السَلاهِبِ
أولَئِكَ أَحلى مِن حَياةٍ مُعادَةٍ       وَأَكثَرُ ذِكراً مِن دُهورِ الشَبائِبِ
نَصَرتَ عَلِيّاً يا اِبنَهُ بِبَواتِرٍ       مِنَ الفِعلِ لا فَلٌّ لَها في المَضارِبِ
وَأَبهَرُ آياتِ التِهامِيِّ أَنَّهُ       أَبوكَ وَأَجدى مالَكُم مِن مَناقِبِ
إِذا لَم تَكُن نَفسُ النَسيبِ كَأَصلِهِ       فَماذا الَّذي تُغني كِرامُ المَناصِبِ
وَما قَرُبَت أَشباهُ قَومٍ أَباعِدٍ       وَلا بَعُدَت أَشباهُ قَومٍ أَقارِبِ
إِذا عَلَوِيٌّ لَم يَكُن مِثلَ طاهِرٍ       فَما هُوَ إِلّا حُجَّةٌ لِلنَواصِبِ
هُوَ اِبنُ رَسولِ اللَهِ وَاِبنُ وَصِيِّهِ       وَشِبهُهُما شَبَّهتُ بَعدَ التَجارِبِ
حَمَلتُ إِلَيهِ مِن لِساني حَديقَةً       سَقاها الحِجى سَقيَ الرِياضَ السَحائِبِ
فَحُيِّيتَ خَيرَ اِبنٍ لِخَيرِ أَبٍ بِها       لِأَشرَفِ بَيتٍ في لُؤَيِّ بنِ غالِبِ

مواضيع مُتعلّقة: نتيجة آل بركة العيّاسا Y700 ، الDNA أصدقُ إنباءً من الكُتبِ ، نتيجة السادة آل عميرة ، نتيجة آل شقيران العيّاسا ، نتيجة السادة آل غزالي Y700 ، نتيجة آل شربجي الجمامزة Y700 ، تحديث عيّنة آل مرعي الجمامزة ، نتيجة آل راجح الجمامزة Y700 ، السادة الأعرجيّة وتاريخ المدينة الضائع