آخر المنتقلات – ذراري محمد بن عمر الأطرف العلوي

ختاماً للبحث المفصّل في كتاب “منتقلة الطالبيّين” للنسابة إبن طباطبا الحسني، تمّ حصر الفروع الأطرفيّة العلويّة (ذراري محمد بن عمر الأطرف -رض-) الذين عاشوا بين القرنين الرابع والخامس الهجري وتنقلوا في مختلف أقطار وحواضر المشرق العربي والإسلامي. وبحسب ما جاء في هذا الكتاب وغيره من كُتب الأنساب الطالبيّة (كالمعقبون والتهذيب والمقاتل والعمدة)، فإن الأعقاب الأطرفيّة العلويّة انحصرت في الأبناء الأربع لمحمد بن عمر الأطرف وقد تمّ ترتيبها على الشكل التالي:

  • ذريّة عبدالله (أمّه السيّدة خديجة بنت الإمام علي زين العابدين -ع-) بن محمد (أمّه السيّدة أسماء بنت عقيل بن أبي طالب -ع-) بن عمر الأطرف بن الإمام علي (ع). وهي محصورة في أربعة من ولده، يحيى الصوفي –الإبن الأكبر ومنه السيد النسابة إبن الصوفي صاحب كتاب المُجدي الشهير وإبراهيم ابن الصوفي الثائر على ابن طولون في صعيد مصر–  وعيسى المُبارك ومحمد –وفي ولده الكثرة والرياسة في  مُلتان و جنوب كشمير وشرق نهر السند ومنهم السيّد جعفر المُلتاني الملك ووُلده-.
  • ذريّة عُبيدالله وعمر الثاني (أمّهم السيّدة خديجة بنت الإمام علي زين العابدين -ع-) وجعفر (أمّه السيّدة أم هاشم بنت جعفر بن جعفر بن جعدة بن هبيرة ببن أبي وهب المخزومي -وهو خط مخزومي نادر موجود في بلاد الريّ نبحث عنه-)، وفي جميعهم قلّة.

وقد أحصينا في كتاب المنتقلة فروع عديدة لهذه الأعقاب الطيّبة، نعرضها لكم تباعاً بحسب ترتيبها الزمني وتوسّع نطاقها الجغرافي:

1) فرع عبدالله بن محمد بن عمر الأطرف: خطّ فيه الكثرة والهجرات المشرقيّة المٌتنوّعة التي تكاثرت في العراق وبلاد الريّ وخراسان التاريخيّة وبلاد السند، وقد وجدناه موزع على 91 فرع منحصر في أولاده الأربعة الذين تنقلوا في مختلف جغرافيا المشرق العربي والإسلامي (وللكثير منهم عودة عكسيّة إلى اليمن) وخرج عنهم الكثير من أعلام النسب الطالبي وأمراء وملوك بلخ وهراة والسند التاريخيّين (كالسيّد جعفر المُلتاني الملك الذي كان من المُكثرين وقد أحصينا أكثر من 30 ولد مُعقّب في المنتقلة وحدها). وقد وجدنا أنّ حوالي 17% (16 فرع) منهم انتقلوا إلى بلاد الشام ومصر (الشام وطبريّة ونصّيبين ومصر والقليل نحو المغرب) و 4% (4 فروع) إنتقلوا نحو اليمن (وانتهى بهم الحال في صنعاء)، بينما توجّه غالب النسل الأطرفي نحو جنوب العراق –والموصل شمالاً– وبلاد الريّ والديلم وطبرستان وخراسان وهراة وبلخ والسند والهند (حيث شكّلوا دولة علويّة قويّة هناك) وهم يشكّلون غالبيّة الفروع الباقية (79%). وقد تمثّلت فروعهم في يومنا هذا بخط السيّد عبدالله بن محمد بن عمر الأطرف الجيني الضخم ZS2095 وولدَيْه المُمتمثّلين بخطّ العراق (السادة آل شوكة) وخطّ سادة كشمير الأطرفيّة الجيني (ZS2094) وهم ذريّة رجل واحد يحتمل أن يكون جعفر الملك نفسه أو أحد أبنائه (ولا زال البحث عن الخطوط الجينيّة المُلتانيّة المتبقيّة والعديدة جاري). وكان السيّد جعفر المُلتاني قد خاف بالحجاز فهرب في ثلاثة عشر رجلاً من صلبه، فما إستقرت به الدار حتى دخل المُلتان، فلما وصلها فزع إليه أهلها وكثير من أهل السواد (العراق)، وكان في جماعة قوِيَ بهم على البلد حتى ملكه وخوطب بالملك، وملك أولاده هناك، وأولد حوالي نيّفاً من الأولاد (بحسب شيخ الشرف العبيدلي وابن عنبة وابن الصوفي والبيهقي).

وهذه خريطة ومُشجّر مُبسّطَيْن يُوضحان تنقلات الفروع الأطرفيّة العلويّة من ولد عبدالله وحفيده جعفر المُلتاني في ممالك المشرق والحالة السياسيّة التي عايشها الكاتب والذريّة الأطرفيّة الطيّبة بين القرنين الرابع والخامس الهجري:

https://fgc8712.com/2025/03/atrafi-1-5th-ah.png

https://fgc8712.com/2025/03/atrafi-1.png

2) فروع الأطرفيّة المُتبقّية من أبناء محمد بن عمر الأطرف (عُبيدالله وعمر الثاني وجعفر): وهي خطوط تتراوح بين قلّة العدد والضياع، وقد وجدناها موزّعة على النحو التالي (ولم تظهر لدينا جينيّاً في المشروع إلى الآن):

  • 9 فروع لذريّة علي الطبيب (أمّه حارثيّة مُطّلبيّة) بن عبيدالله بن محمد بن عمر الأطرف، وقد انحصروا في أولاده الأربعة الذين تنقّلوا بين حلب وواسط (ومنهم النقيب هناك) والأهوار ومصر وبلاد الريّ وجرجان وبلخ.
  • 3 فروع لذريّة محمد بن جعفر بن محمد بن عمر الأطرف، وقد انحصروا في أولاده الثلاثة الذين تنقّلوا بين جنوب العراق وبلاد الريّ.
  • فرعين لذريّة عمر بن محمد بن عمر الأطرف، تنقّلوا بين جنوب العراق وبلخ.
  • وهذه خريطة ومُشجّر مبسّطين يوضحان تنقلات الفروع الأطرفيّة العلويّة المُتبقّية في ممالك المشرق والحالة السياسيّة التي عايشها الكاتب بين القرنين الرابع والخامس الهجري:

https://fgc8712.com/2025/03/atrafi-2-5th-ah.png

https://fgc8712.com/2025/03/atrafi-2.png

بمُقابل هذه الهجرات والتنقّلات، فإنّ الشواهد الأطرفيّة العلويّة التاريخيّة تنحصر في شهرة بعض السادة الأطرفيّين (الذين ذكرناهم سابقاً) وتشتمل على مراقد ونقوش وكُتُب حديث ونسب وغيرها، ترجع جميعها لهذه الذريّة الطيّبة وتُبرز تاريخهم العريق وحضورهم القوي في منطقتنا العربيّة والإسلاميّة.

وقد تواترت المُشجّرات الحسنيّة الأطرفيّة العلويّة الجينيّة (بحسب المرجعين hg38 و T2T) والجينو-تراثيّة والتاريخيّة في المشروع إلى الآن على النحو التالي:

ملاحظة: بهذه الدراسة الأخيرة نكون قد انتهينا من حصر جميع مُنتقلات الطالبيّين في بلاد المشرق في القرن الخامس الهجري وسلّطنا الضوء على كافّة فروعها التي سوف نعرضها لاحقاً بإذن الله تعالىفي جداول مُلخّصة وخرائط تُمثّل الأعداد الكُلّية لهذه الهجرات، والأسباب التي دفعت مُختلف الفروع الطالبيّة إلى تلك التنقّلات البعيدة، وأبرز المُدن الطيّبة التي احتضنتهم.

أعلام الأطرفيّة: أبو القاسم عمر الأطرف بن علي بن أبي طالِب ، جعفر الملك بن محمد الملتاني

توقيع: وكتب هادي العاملي الداودي الحسني في الثامن من شهر رمضان المُبارك لعام ستّ وأربعين وأربعمائة وألف للهجرة.

مواضيع مُتعلّقة: ZS2095 ، منتقلة ذريّة إبراهيم الغَمْر (الطباطبائيّة والرسيّة وغيرهم) ، منتقلة السادة المحضيّين الحسنيّين ، منتقلة الحسنيّين (الحسن وجعفر وداوُد وزيد) ، منتقلة السادة الموسويّة – خرائط ومشجرات وآثار ، منتقلة الجعفريّين الحُسينيّين – خرائط ومشجرات وآثار ، منتقلة الزيديّة وهيكليّتهم الجينيّة – خرائط ومشجرات ، منتقلة ذريّة الحسين الأصغر وهيكليّتهم الجينيّة ، منتقلة الفروع السجّاديّة (الباهر والأشرف والأفطس) ، منتقلة العبّاسيّين العلويّين – خرائط ومشجرات وآثار ، منتقلة العقيليّين والحنفيّين – خرائط ومشجرات وآثار ، منتقلة الجعافرة – خرائط ومشجرات وآثار ، المزيد من شواهد الطباطبائيّين التاريخية في مصر ، آل طباطبا في مصر ، منازل الطباطبائيّين في فَرع المدينة ، مشاهد ومشاعر مكّة المُكرّمة ، مشاهد ومزارات المدينة المُنوّرة ، مشاهد ومزارات الكوفة والنجف الأشرف ، تعداد الطالبيّين والهواشم بين الماضي والحاضر ، الطالبيّات والهاشميّات من أمّهات الطالبيّين