تكملةً للبحث المفصّل في كتاب “منتقلة الطالبيّين” للنسابة إبن طباطبا الحسني، تمّ حصر الفروع المحضيّة الثلاث من الدوحة الحسنيّة (أولاد موسى الجون ويحيى الديلمي ومحمد النفس -وفي ولده كلام نعرضه لاحقاً- وغيرهم) الذين عاشوا بين القرنين الرابع والخامس الهجري وتنقلوا في مختلف أقطار وحواضر المشرقين العربي والإسلامي. وبحسب ما جاء في هذا الكتاب وغيره من كُتب الأنساب الطالبيّة (كالمعقبون والمقاتل والتهذيب)، فإن الأعقاب الحسنيّة انحصرت في فروعٍ مُتنوّعة توزّعت على الشكل التالي:
- ذريّة محمد النفس بن عبدالله المحض (الإبن الأكبر والثائر ضد الدولة العباسية عام 145 هـ في المدينة المنورة، المعروف بالنفس الزكيّة)، وغالبها محصور في حفيده محمد الكابلي (نسبة لأمه ومسقط رأسه) بن عبدالله الأشتر بن محمد النفس.
- ذراري إبرهيم (قتيل باخمرى عام 145 هـ) وأخيه سليمان (قتيل فخّ عام 169 هـ)، شبه مُنقرضين بحسب الكاتب.
- ذريّة موسى الجون (ت 180 هـ) بن عبدالله المحض إبن السيّد الجليل الحسن المُثنّى وزوجه فاطمة بنت الحُسين (ع)، وهي محصورة في ولديه عبدالله (وفيه الكثرة والعدد والشهرة والإستفاضة) وأخيه إبراهيم (وأبرز ذراريه يوسف الاخيضري).
- ذريّة يحيى الديلمي (ت 175 هـ) بن عبدالله المحض، وغالبها محصور في حفيده عبدالله بن محمد الأثيني بن يحيى الديلمي.
- ذريّة إدريس بن عبد الله (ت 177 هـ)، وهي محطّ سجال جيني كبير، حيث لم تظهر أيّ أسرة إدريسيّة موجبة L859 من بلاد المغرب على كثرة الفاحصين (إلى الآن). لذلك لم نعرض منتقلتهم المغاربيّة الواردة في كتاب ابن طباطبا.
وقد أحصينا في كتاب المنتقلة فروع عديدة لهذه الأعقاب الطيّبة، نعرضها لكم تباعاً بحسب ترتيبها الزمني وتوسّع نطاقها الجغرافي:
1) فرع موسى الجون بن عبدالله المحض: خطّ فيه الكثرة والجمهرة الكبيرة في الحجاز واليمن، وقد وجدناه مُوزّع على ما يزيد عن 21 فرع منحصرين في وَلَدَيْه عبدالله وإبراهيم. حيث تنقّلت غالبيّة ذراري هذا الفرع (81%) بين موطن آبائهم الأصلي في الحجاز وأعالي اليمن، وهم جميعاً من ذريّة السيد عبدالله الصالح بفروعهم الشهيرة التي حكم أبناؤها مكة المكرمة لمُدّةٍ تزيدُ عن ألف عام (الأمراء الهواشم -لم يظهروا جينيّاً إلى الآن- والسليمانيّين -النعميّين FGC65954 والفواتك FGC8733 وغيرهم- والقتادات -المُتمثّلين بالخط الجيني FGC9581-). كذلك وجدنا حوالي 14% (3 فروع) من هذه الفروع الصالحيّة المتنوّعة انتقلت إلى دمشق وبغداد وخراسان (لم يظهروا جينيّاً إلى الآن). وقد تفرّد خطّ ابراهيم بن موسى الجون بانتقال ولده إلى البحرين وشرق الجزيرة (الذين عُرفوا فيما بعد بالأخيضريّين وهم مُتمثّلين بالخط الجيني FTC78707 في المشروع). ومن أشهر الذين أعقبوا من ذريّة السيّد موسى الجون في شرق الجزيرة العربيّة وجنوب العراق، السيد عماد الدين أبو الصمصام ذو الفقار بن محمد بن معبد الأُخيضري الحسني (455-536 هج)، الراوي للحديث نقلاً عن الشريف المرتضى (أخو الشريف الرضي – جامع كتاب نهج البلاغة).
2) فرع يحيى الديلمي بن عبدالله المحض: خطّ نادر وفيه قلّة العدد (8 فروع) وبعض التنوّع الجغرافي، وهو مُوزّع بين الحجاز والشام والعراق والديلم ومصر، وقد انحصرت غالب ذرّيته في عبدالله بن محمد الأثيني بن يحيى الديلمي. وأبرز من ينتسب لهذا الخطّ اليوم هم السادة الحوازم الطواهرة في جنوب الحجاز (القنفذة وصلهبة / عيّنتهم تحتاج إلى تطوير لإستخلاص خطّهم الجيني)، وهم يرجعون بنسبهم للسيّد إبراهيم بن محمد الأثيني بن يحيى الديلمي (الذي لم يرد ذِكره في كتاب المنتقلة).
3) فرع محمد النفس بن عبدالله المحض: خطّ نادر مُتوسّط الحجم، وفي حفيده محمد الكابلي كلام لِصَحّة نسبه (ورد في كتاب سر السلسلة العلوية لأبي نصر البخاري النسّابة الذي كان حيّاً عام 341 ه -نقلاً عن الإمام الصادق (ع)-، فإن صحّ النقل بَطُل النسب). وهذا الخطّ مُوزّع على ما يزيد عن 35 فرع مُترامِين بين الحجاز وجنوب العراق وبلاد الريّ وخراسان وبلاد ما وراءالنهر بعد هجرة عكسيّة من بلاد السند (عمه وكابل) لجهة الغرب (وقد انقرض 15 فرع منهم بحسب الكتاب خلال القرن الخامس للهجرة). وقد أعقب عبدالله الأشتر من ثمان بنات وابنه المنسوب إليه، محمد الكابلي، الذي بدوره أعقب من تسع ذكور لم يظهر أحد من ذراريهم معنا إلى الآن في بلاد المشرق (موجب L859 في خطّ جيني محضي منفصل).
وهذه خريطتان ومُشجّر مُبسّطون يُوضحون تنقلات الفروع الحسنيّة المحضيّة الثلاث (أولاد موسى الجون ويحيى الديلمي ومحمد النفس وغيرهم) في ممالك المشرق والحالة السياسيّة التي عايشها الكاتب والذريّة الحسنيّة الطيّبة بين القرنين الرابع والخامس الهجري:
https://fgc8712.com/wp-content/uploads/2024/08/ma7dhi-muntakila-musa-yahya.png

https://fgc8712.com/wp-content/uploads/2024/08/ma7dhi-nafs.png

https://fgc8712.com/wp-content/uploads/2024/08/ma7dhi-muntakila.png

بمُقابل هذه الهجرات والتنقّلات، فإنّ الشواهد المحضيّة الحسنيّة التاريخيّة تكاد لا تنضب بين مكة المكرّمة (في قخّ تحديداً وبقيّة شواهد أمراء الطبقات المحضيّة الأربعة) والمدينة (بقيع الغرقد وأحجار الزيت) والعراق (الكوفة وسجن الهاشميّة وباخمرى) والبحرين (السادة الأخيضريّين) وتشتمل على مراقد ونقوش وآثار وكُتُب حديث وضِيَاع حجازيّة ومِخلافيّة وأسماء أعيان ومشاهير وغيرها الكثير، ترجع جميعها لهذه الذريّة الطيّبة وتُبرز تاريخهم العريق وحضورهم القويّ في منطقتنا العربيّة والإسلاميّة.
وحين يحضر الحديث عن السيّد الجليل عبدالله المحض (رض)، لا بُدّ لنا من ذكر سيّدتين جليلتين من الأمهّات العلويّات اللواتي كان لهنّ الصدارة في نقل أحداث دارت حول حياته ومطارحاته مع الإمام الصادق (ع) فيما يخصّ الثورات العلويّة وما تؤول إليه الأمور:
- السيّدة الجليلة الصابرة زينب بنت عبدالله المحض –زوج علي بن الحسن المُثلّث-: التي جاء ذِكرُها في المقاتل مرّتَيْن، بعد حادثة سجن الهاشميّة لأباها وزوجها وبقيّة آل الحسن -ع- (عام 145 هج)، وبعد حادثة معركة فخ لولدها الحسين الفخّي وبقيّة العلويّين معه (عام 169 هج).
- السيّدة الجليلة خديجة بنت عمر بن الإمام السجّاد (ع) –زوج الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد-: وحديثها المُطوّل –الوارد في كتاب الكافي الشريف للعلامة الكُليني– مع بني عمومتها السيّدين الجليلَيْن موسى الجون بن عبدالله المحض وعبدالله بن إبراهيم الجعفري (رض). وهذا الحديث يعضُدُه حديث آخر ورد في كتاب إقبال الأعمال للسيّد ابن طاووس الداودي الحسني وفيه ذكر لحادثة سجن الهاشميّة والصبر عليها والتراحم بين العلوّيين.
وقد تواترت المُشجّرات الحسنيّة المحضيّة الجينيّة (بحسب المرجعين hg38 و T2T) في المشروع إلى الآن على النحو التالي:
- المُشجّر الجيني hg38 للسادة الفواتك السُليمانيّين المحضيّين
- المُشجّر الجيني hg38 للسادة النعميّين السُليمانيّين المحضيّين
- المُشجّر الجيني hg38 لبقيّة السادة السُليمانيّين المحضيّين
- المُشجّر الجيني hg38 العامّ للسادة القتادات المحضيّين
- المُشجّر الجيني hg38 للسادة النمويّين القتادات المحضيّين
- المُشجّر الجيني hg38 للسادة الأخيضريّين الموسويّين المحضيّين
- المُشجّر الجينو-تراثي العامّ للسادة القتادات المحضيّين
- المُشجّر الجينو-تراثي العامّ للسادة النمويّين القتادات المحضيّين
- المُشجّر الحسني المحضي الجيني T2T
- توقيع: وكتب هادي العاملي الحسني في الثاني عشر من شهر صفر الخير لعام ستّ وأربعين وأربعمائة وألف للهجرة.
مواضيع مُتعلّقة: A31773 ، FGC8702 ، ساحل اللآلئ الحسنيّة الموسوية ، مشاهد ومزارات الكوفة والنجف الأشرف ، مشاهد ومشاعر مكّة المُكرّمة ، مشاهد ومزارات المدينة المُنوّرة ، شواهد بني محمد الثائر في مكة ، الطالبيّات والهاشميّات من أمّهات الطالبيّين ، منتقلة الحسنيّين (الحسن وجعفر وداوُد وزيد) ، حَزْرة ونقوشها الكوفيّة ، منتقلة العقيليّين والحنفيّين – خرائط ومشجرات وآثار ، منتقلة الجعافرة – خرائط ومشجرات وآثار ، منتقلة الجعفريّين الحُسينيّين – خرائط ومشجرات وآثار ، منتقلة السادة الموسويّة – خرائط ومشجرات وآثار ، منتقلة الزيديّة وهيكليّتهم الجينيّة – خرائط ومشجرات