نتائج أركيولوجيّة جميلة من أبناء التحوّرين التاريخيّين FGC1723 (الأب الجامع للتكتلين FGC8712 و FGC1695) و Y5321/FGC1707 (المُنحدر من FGC1695) عُرضت لنا ضمن دراستين علميّتين منفصلتين:
- النتيجة الأولى، من موقع أثري تاريخي كرواتي شهير، وترجع لرجل بلقاني دُفن في بلدة Brekinjova Kosa, Bojna, Croatia الواقعة شمال جمهورية صرب البوسنة وجنوب العاصمة الكرواتيّة Zagreb. وقد تمّ نشر نتيجته Y-Chr terminal SNP في مقال علمي العام الماضي (Olalde et al., 2023, Cell 186, 5472–5485)، وتحديد عُمره إلى ما يزيد عن 1200 عام. وقد ظهرت هذه النتيجة مؤخّراً لدى شركة FTDNA (في فقرة Discover Haplogroup) بعد إضافتها إلى المُشجّر Y-Time Tree الفريد. وتدلّ هذه العيّنة وطريقة دفن صاحبها على انّ أصول بعض الفروع العُليا تحت FGC1723 ترجع إلى الشمال المتوسطي البلقاني، ولديها هجرة شماليّة لا تتعلّق بالتوسّع الإسلامي-العربي.
- النتيجة الثانية، من موقع أثري تاريخي أوكراني شهير Mamai-Hora، وترجع لرجل من تتار القرم أو Nogai دُفن في بلدة Vasylivka Raion, Zaporizhzhia Oblast, Ukraine الواقعة شمال شبه جزيرة القرم. وقد تمّ نشر نتيجته Y-Chr terminal SNP في مقال ثاني علمي (Thomas et al., 2024, BioRxiv)، وتحديد عُمره إلى ما يزيد عن 600 عام. كذلك تدلّ طريقة دفن صاحبها على أصوله الغير-إسلاميّة، وتؤكّد وصول التتار (بسلالاتهم المغوليّة وتداخلهم مع أبناء المشرق) إلى منطقة شرق أوروبا عبر فتوحاتهم العسكريّة الواسعة.
https://fgc8712.com/wp-content/uploads/2024/09/archeo-kits.png

وهكذا بدا موقع العيّنات الأركيولوجية في مشجّر FGC7638 Y-Haplotree (الإبن المباشر للتحور FGC11):
https://fgc8712.com/wp-content/uploads/2024/09/archeo-tree.png

وتُقدّر الشركة عُمر التحوّر FGC1723 بحوالي 3220 ± 480 عام، وهو يرجع لأوائل العصر الحديدي وأواخر العصر البرونزي-النحاسي، حيث يتقدم ميلاده (وابنيه FGC8712 و FGC1695) زمنيّاً على عصر إلانة الحديد بعدّة قرون –تلك الميزة التي اختصّ الله عزّ وجلّ بها نبيّه داود (ع) وذكرها في كتابه المُبين-:
۞ وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا ۖ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ ۖ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10) أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ۖ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (11) وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12) يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) – سورة سبأ
وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ ۚ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (79) وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ ۖ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ (80) وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۚ وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ (81) وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَٰلِكَ ۖ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ (82) – سورة الأنبياء
ولو دقّقنا بتاريخ إلانة وصهر الحديد (من دون اذابته تماماً لصنح مختلف الآليات الحديدية)، لوجدناه يرجع إلى عام 930 ق.م.، حيث وُجِدت أولى الأفران (bloomery smelting of iron) بكميّات كبيرة في منطقة الضفة الشرقيّة لغور الأردن (تل حَمَّة تحديداً، محافظة البلقاء) التي بدورها يُمكن ارتباطها بالعصر الداودي، وهي فترة متزامنة أيضاً مع نشوء وازدهار مملكة سبأ في الجنوب. ولو اعتمدنا التطابق بين النص القرآني للتاريخ الداودي والحفريات الأركيولوجيّة لوجدناهم يبعدون عن FGC8712 بخمسة قرون لاحقة، وهي فترة قد يعتبرها البعض قصيرة نسبيّاً للإسقاط الإبراهيمي على FGC8712 (وهي نظريّة قد يُنافسها بالمستقبل تكتّلات جديدة مثل FGC7638 وY352943 بفروعهم الجينيّة، الجنوبيّة العربيّة والشماليّة الخزريّة، آخرهما FT153196 المُتميّز بالكهنوتيّة لكن بعمر حديث).
الخُلاصة:
- النتائج الأركيولوجيّة الحاليّة تُحيلنا إلى أنّ الخطوط الرئيسية أسفل YSC234، بما فيها FGC11، منشؤها في الساحل السوري/الآشوري التاريخي (ونستبعد إبراهيميّتها بسبب بعدها الزمني).
- لا زالت نظريّة إبراهيميّة FGC8712 هي الأقوى إلى الآن بحسب الأدلّة الجينيّة والجُغرافيّة (مدعوماً بالوجود الشمالي للعيّنة الأركيولوجيّة الكرواتيّة-البلقانيّة) وبحسب المواريث النبويّة الهاشميّة تحته، لكنها تحتاج إلى المزيد من الأدلّة الأركيولوجيّة الداعمة له أسفل L859 و ZS2121.
- يتبيّن على ضوء هذه النتائج الأركيولوجيّة والبحثيّة الجديدة، نشوء تكتّلات جديدة مثل FGC7638 (بتكتّلاته الستة أو السبعة) وY352943 (T2T بفرعيه الشمالي FGC46728 والجنوبي FGC1722) تحتاج تسليط الضوء عليها وفهمها بطريقة شاملة من أعلاها إلى أدنى تفرّعاتها.
- هذه النتائج مُجتمعةً (مُضافاً لها العينات الأركيولوجيّة تحت L858 و ZS241) تزيد من إحتماليّة أنّ التكتّل “الكهنوتي” Z18721 (الذي يبلغ مُعدّل عُمره حوالي 2714 ± 420 سنة، بحسب الشركة) ترتبط أصوله بالسبي البابلي على يد الحاكم الآشوري نبوخذ نصر الثاني، وله نشأة قديمة في ساحل البحر المُتوسّط واليمن (بحسب عُمره الجيني وظهور عيّنات عانة العراقيّة في أعلى تفرّعاته).
ملاحظة:
- المواقع الأثريّة تضم دفائن متعدّدة من سلالات متنوعة من فروع عُليا تحت J1 وسلالات أخرى (J2 و E و R وغيرها)، بالإضافة إلى العيّنات المذكورة أعلاه.
- سنتابع كلّ جديد له علاقة بالعيّنات الأركيولوجيّة تحت L858 و ZS241 و FGC7638 (الحاليّة والمُستقبليّة) لنتمكّن من فهم تاريخنا وأصول آبائنا الموحّدين وخطّ إصطفائهم المُبارك.
توقيع: وكتب هادي العاملي الداودي الحسني في الآخر من شهر صفر الخير لعام ستّ وأربعين وأربعمائة وألف للهجرة.
مواضيع مُتعلّقة: العيّنات الأركيولوجيّة تحت L858 و ZS241 ، مقال علمي جديد حول J-M267 وفروعه ، تكتّلات “يعقوبيّة” تحت J-M267 ، التكتّلات الخزريّة العشرة تحت السلالة J-M267 ، التكتّل الأرمني تحت ZS2121 ، العينات الأوروبية الشرقية ZS2102 ، تحديث مُشجّر العيّنات الخزريّة ، ZS2102 ما لهُ وما عليه ، نتيجة “الكهنوتي” FGC ، ترتيب التكتّل اليعقوبي تحت ZS2121